نيالا . ترياق نيوز _ زينب التوم زيتون
بمنطقة بيضة بولاية غرب دارفور تفتحت عينيها ورأت النور ، منيرة ذات الثلاث عشر ربيع .. هادئه فيها جمال مريح وعينين براقتين تخفى وراءها ذكاء وفطنة .. خرجت تطوى المسافات بحثا عن العلم والمعرفة وصولا إلى مدينة الجنينة وهمها فزعة إعلام دارفور التي أخبرها عنها والدها .. عند وصولها وجدته في استقبالها فأحست بالأمن والطمأنينة وهى متلهفة لما أتت اليه ، أخذت قرطاسها وقلمها لنهل العلم واكتشاف قدراتها ورغم عمرها الصغير توسطت المتدربين وبثقة تبرق من عينيها تحملت ساعات التدريب العملى الطويلة وهي ما زالت بمرحلة الأساس ، من حى الجبل ببيضة جاءت تحمل طموحاتها وتطلعاتها وبمعسكر كريندنق بالجنينة طاب بها المقام وقد تركت خلفها والدتها (فانية عبدالرحمن محمد) واخوتها لتنضم إلى أسرة ابيها الثانية فوجدت الترحاب وطيب المعشر ، باكرا تقبل الى مقر الدورة بأمانة الحكومة برفقة والدها وأثبتت للجميع مقدرتها على كسر القيود وتحدي الصعاب ، خمسة أيام امضتها فى تدريب كثيف مع إعلاميين وطلاب كلية الإعلام بجامعة الجنينة وهواة الإعلام في دورة تركيز الصوت والإلقاء والتقديم الإخباري الإذاعي والتلفزيوني ، تعرفت على المدربين والمتدربين نهلت من المعرفة والتدريب الاستباقي .. اعجبها ما نالته من تدريب عملي فانتابها حماس المشاركة في التقديم الإخباري وكان الظن عدم قدرتها على ذلك إلا أنها فاجأت الجميع بأداء متميز أثلج الصدور وخطفت أضواء الكاميرات وحظيت بتشجيع وترحاب المدربين ولفتت اليها الأسماع والانظار وترجمت صمتها الذي امتد لخمسة ايام في عشر دقائق بهرت الحضور بتألقها ، لديها خامة صوتية وصفات مثالية أهمها الحرص على نيل العلم وتحقيق تطلعاتها المستقبلية .
تقول منيرة انها تدرس بمدرسة بيضة ذات الستة فصول بكامل اجلاسها ، تخرج في الصباح الباكر مع اخوتها ورفيقاتها بالحي إلى المدرسة التي ليست ببعيدة عن المنزل ويبدأ يومها الدراسي بثلاث حصص لتعود إلى المنزل لتناول وجبة الإفطار وعودة أخرى إلى المدرسة لإكمال ما تبقى من اليوم الدراسي ، منيرة عاشقة لمادة الرياضيات وتشارك اخوتها في الصف وتعينهم على حل الواجبات ، ويتواصل عطاؤها بالذهاب إلى السانية لجلب الماء .. ثم تخرج إلى السرحة في مكان يسمى ب(الجزيرة) لترعي الماشية وحينما يحل الغروب تعود لمعاونة والدتها فهي تجيد الطبخ وتحب المطبخ من بواكير عمرها ، وتتفقد جيرانها وأحوالهم ومساءا يجتمعون في نقعة تتوسط الحي مسماة ب (دار اي) يتسامرون ويتعللون حتى منتصف الليل ويقومون بلعبة (ست الشريع) التي تسمى في بعض المناطق بنط الحبل أيضا يلعبون لعبة (أم تُقي) التي تستخدم فيها عشر حصيات يلعبها 4 أفراد وتقول منيرة انها تحب الألعاب الجماعية التي يصاحبها الغناء والرقص مثل اغنية (مسلسل بدا) ثم يذهب كل منهم إلى داره لينال قسطا من الراحة والنوم، وفي الصباح يتبادلون التحايا وتفقد البعض بعضا وهكذا ينطلق اليوم بمثل ما كان بالأمس .
في مسيد الشيخ هارون محمد حفظت منيرة جزئين من القرآن الكريم قراءة وكتابة وشرفت خلالها ثلاث مرات فتبدأ الدراسة من أمسية الجمعة إلى الأربعاء في حلقة دائرية يتوسطها الشيخ هارون وعند فراغهم من تلاوة القرآن الكريم ينشدون القصائد منها (إذا كنت في هم) يكررها الجميع فجرا وعشية وقصيدة (الصلاة والسلام) وغيرها.
منيرة من بين كثيرات فى سنها محظوظة بدعم والدها كى تتزود بالعلم لينير لها طريق المستقبل وكان قرارها قبل مجيئها إلى الجنينة والمشاركة في الدورة التدريبية دراسة الإعلام لتصبح إعلامية ذات شأن وها هى تخطوا أولى خطواتها قبل انتقالها للصف السابع .. تقول منيرة يجب علينا محبة بعضنا البعض وترك الخلافات ليعم الأمن والأمان والاستقرار ، وتقول أدرك أهمية الإعلام ودوره في مختلف المجالات وان الوطن للجميع ، وتؤكد أنها ستعكس ما تعلمته لأبناء منطقتها وأنها عندما تكبر وتصبح إعلامية ستؤسس في منطقتها إذاعة يعلو صوتها … هناااااااااااااااا بيضة .