روجت بعض وسائل الاعلام في وقت سابق عن معلومات مغلوطة مفادها شلل في عمل ميناء الحاويات وتعطل في الكرينات والآليات وصل البعض منها الي الجزم أن الميناء يعمل بمعدل حاوية واحدة في اليوم
الأمر الذي أثار حفيظة العاملين فيه من مهندسين وفنيين وأدخل الإحباط في نفوسهم فهم يبزلون مجهودات جبارة في سبيل تحسين العمل بالميناء ، فوسائل الاعلام هذه لا تعلم أن هذه الكوادر الفتية أستطاعت أن تسير دولاب العمل طيلة عشر أعوام كانت تعاني فيها الميناء من إنعدام للاسبيرات وندرة في الصيانات من قبل الشركات المصنعة جراء الحظر الاقتصادي وتقاعس الإدارات المتعاقبة في جلب ال”أسبير” والاهتمام بالآليات لضمان عملها فقد كان الميناء طيلة العشر سنوات مهمل ولكن الكوادر الموجودة به لها كلمة أخري فقد آثرت علي نفسها العمل ليل نهار من أجل الوطن ، مع علمها أن الأمر أشبه بالمستحيل . ولكن ظلوا يسهروا الليالي في ورش الصيانات المتعددة وكل في تخصصه حتي لا يقف العمل ، ليأتي بعد ذلك من يقول بدم بارد أن الميناء متوقف ! .
ويأتي بعد ذلك من يمارس عليهم أبشع أنواع الوصاية عبر تهميشهم والإتيان بخبير لم يخطو برجله الميناء من قبل ، أما كان أولي أن ينظفوا ؟ والكل يعلم مجهوداتهم الفردية أما كان حق علينا تكرميهم في لوحه الوفاء لاهل العطاء ؟ وهم يعملون في بيئة رديئة بأبسط المقومات .
حيث لقرار وزير النقل أثر نفسي أسوأ ما يكون علي نفوس هذه الكوادر التي لم تجد التقدير وهي في قمة عطاءها فبعد تنسهم الخير بعد إجازة وزارة المالية للمشروع الاسعافي الذي أقر أن مشكلة الميناء تكمن في الآليات وال “أسبيرات” أتت عنجهية المركز بقرار قصف بالطبقة العاملة الي الهاوية لولا وقفتهم ضده ليعبروا له عن أن الميناء لأبناءه ورفضهم لإستيراد الخبرات من خارجه فبطن الميناء أنجبت الكثير من الكفاءات ، الأمر الأكثر سوءا محاولة البعض تشويه مجهود العاملين عبر التقاط بعض الصور لخرد قالوا أنها حال الآليات والكرينات بالميناء علي الرغم من علمهم أن هذه الأشياء التي صدر قرار بتخريدها وهي خارج عهدة الموانئ بعد أن صدر قرار بالتخلص منها عبر وزارة المالية .
واتعجب عند قراءتي لاتجاه الموردين لاستخدام موانئ مصوع والعين السخنة الأمر الذي لا يمت للواقع بصلة فميناء العين السخنة ليس ميناء للحاويات ولا يمكن أن يصبح كذلك لما له أعماق معينة يعلمها المختصين وميناء مصوع الذي يعلم كل قاص ودان حاله ، هذا الكلام النرجسي البعيد عن الحقيقة ، فميناء بورتسودان قديما كان يستقبل ناقلات بحمولات صغيرة لكن الان هو يستقبل حمولات ضخمة وكذلك دخول بعض الشركات العالمية حديثا من خطوط ميرسك وغيرها من الناقلات العالمية ذات الحمولات الضخمة علاوة علي ذلك تقديم بعض البلدان الحبيسة طلب لاستخدام موانئ السودان عبر التجارة العابرة للحدود .
أتساءل لماذا هذا التشويه ؟؟ لماذا يسعي البعض لنسف مجهودات العاملين من مهندسين وفنيين ومشغلي الآليات بالاقسام المختلفة ؟؟ هل وصل الحال بالبعض لنكران مجهودات العاملين من اجل اغراض شخصية ؟؟