الحديث الذي ذكره والي ولاية شمال كردفان الأستاذ خالد مصطفي آدم ، في يوم الاثنين الموافق السابع من شهر ديسمبر الجاري أبان زيارته الناجحة بكل المقاييس لمحلية أم روابة وفي كل المحاور ،أعتقد أنه حديث وتعهدات سوف تساهم كثيرا في التحول التنموي لمحلية أم روابة ، بالاستفادة من مواردها الذاتية والبشرية ..
ولعل من أهم القرارات القرار الخاص بمعالجة تباين وجهات النظر حول انشاء عمودية جديدة حسب رغبة بعض الاهالي بمناطق البزعة ، والجهات الرافضة لشق عموديتها وإنشاء عمودية جديدة، أعتقد أنه كان حديث وقرار موضوعي ،وبذل فيه عصارة فكره وجهده وحكمته وحنكته السياسية ، لإدارة الأزمة بين أبناء العمومة بالتعصيب” البزعة” حيث أصدر قرارا بتكوين لجنة هجين تمثل فيها كل الجهات “لجنة الأمن الولائية ، لجنة الأمن المحلية ، عدد خمسة أعيان من الفئة الطالبة للعمودية ،وعدد خمسة أفراد من الرافضين لقيامها ، وعدد خمسة أعيان يتم إختيارهم من وكيل الناظر هارون الطيب هارون والمهندس طارق الطيب هارون ” وهذه اللجنة حسب الوالي أنها تكون محايدة ، وتدرس منطقية وقانونية إدعاء كل الطرفين ،وتخدع كل الفرضيات للقانون المعمول به مع مراعاة كل الظروف المحيطة بالمجتمع، لذلك أعتقد بأن ما ذهب إليه الوالي خالد مصطفي آدم يعتبر تصرف صاحبته الحكمة والشجاعة ،والقدرة علي إدارة الأزمات في أصعب الاوقات، خصوصا هذه المناطق أرض ” الباجا” وكل قراها تعاني من أزمات مستوطنة تحتاج لافكار جديدة وجرئية ،تحول الأزمة الي منفعة، والنغمة الي نعمة، وإهدار الموارد الي إدارتها إيجابيا، وكل هذا لا يأتي الا بوحدة الصف والوجدان ورتق النسيج الإجتماعي ، من أجل البناء الوطني والتحول الايجابي استراتيجيا، خصوصا كما ذكرت بأن مناطق عموم أهلنا البزعة توجد بها مشاكل شائكة، وبسببها الآن يوجد نفر كريم من ذات العمودية موضوع النزاع و الخلاف يقبعون بالسجون في انتظار مصيرهم ،أما الاعدام حتما حتي الموت ،أو العفو العام في حال التواصل الايجابي والجاد مع اولياء الدم من اهلنا الاجلاء من قبيلة الشنابلة بولاية النيل الأبيض، وللاسف كان النزاع في الارض ومواردها،ولكن نعتبر ما حدث نزغة من الشيطان ،آملين في بناء علاقات اجتماعية جديدة يعظمها الاعتذار عن الماضي ،ونكون فيها اكثر تماسكا وسماحة ووفاءا ، وحبا …..
لذلك ارجو من السيد الوالي الأستاذ خالد مصطفي آدم بأن يطلق يد هذه اللجنة لتكون لجنة دائمة لاطلاق مبادرات خلاقة لامتصاص كل الازمات بتلك المناطق ، وتكون لجنة مساعي حميدة دائمة حتي تتمكن من التواصل مع كل الاطراف لاحتواء كل المشاكل بما فيها مشكلة الخمسة عشر فرد المسجونين…
لذلك اعتقد ان من الاهمية بمكان أن يوحد أهلنا البزعة بكل ألوان طيفهم وجهة نظرهم حول تنمية مناطقهم ،وحل خلافاتهم فيما بينهم ،ويؤكدوا للجميع و لانفسهم أولا بأنهم داعمين لبعضهم البعض ،أين ماحلوا وما سكنوا، لأن مناطقهم تعاني من أزمات مياه طاحنة تحتاج بالضرورة لعقل جمعي لحلها ، وتحتاج لتوطين المؤسسات الصحية والتعليمية ،ومن العيب أن تحضر بنت من أقاصي منطقة أم صيقعون أو ما جاورها من قرى الي مدينة ودعشانا ، أو أم روابة من اجل الدراسة ،أو لحقنة بنسلين أو وضوع ( ولادة). من العيب أيضا أن ترحل أسرة ،أو مجموعة من الأسر من موطنها الاساسي الي المدن بسبب انعدام مياه الشرب ، حيث وصل سعر البرميل حوالي الفان جنيه أو يزيد بقليل ، لذلك أني أري ما يدور ويحيط بتلك المناطق أكبر من طلب أو رفض للعمودية ،بقدر ما إننا نحتاج لوحدة الصف وتقوية الجبهة الداخلية ، من اجل مواجهة الصعاب المحيطة بالناس ،”والغريب في الأمر أن كل القبائل والشعوب الآن تسعي لتوحيد صفها من أجل مواجهة المستقبل ،الا إننا نحن في المنطقة لا زلنا نعمل من أجل الشتات والتقزم” ، وأني أتوقع بأن تكون هناك جهات غير مرئية لنا الآن تريد تاجيج الصراع بتلك المناطق من اجل تحقيق اهداف مرحيلة ، واخري استراتيجية تريد تحقيقها ، وبأي ثمن حتي ولو وصل” الدم للركاب ” ، لذلك لابد من تفويت الفرصة علي كل المتربصين، واظن السيد الوالي الأستاذ خالد مصطفي آدم، ادرك هذا البعد الخطير ،وأراد من تكوين هذه اللجنة تحمل المسئولية، وأن تخلق تآخي وبناء ثقة أولا بين كل المكونات ،وعبر ذلك تحقق العدل والرضاء لكل الأطراف لبناء مستقبل زاهر ،وهذا ما نطلبه..
ودمتم بخير..