مرت على السودان في تاريخه الحديث أحداث مهمة جدا في فترات مهمة جدا ومتعاقبة كان لها آثارها الشاملة على حاضره ومستقبله الآني والبعيد .. كان الغزو التركي العثماني أو الفتح كما يزعمون احد اهم تلك الأحداث المؤثرة جدا في العقد الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي حيث لم يكن للسودان تحت اسمه الحالي وجود.. وكانت الخريطة السياسية للبلد مختلفة جدا.
وقبل ان يكتمل القرن ويطل قرن ميلادي جديد جاءت الثورة المهدية لتكون حدثا مهما مؤثرا إلى حد بعيد في تاريخ السودان الحديث بل وتاريخ دول أخرى مجاورة ودول أجنبية قوية.. ثم جاء الغزو الانجليزي للسودان قبل خواتيم القرن التاسع عشر لنبدأ مرحلة استعمارية جديدة تختلف عن فترة الاستعمار التركي العثماني للسودان في عهد الخديوي محمد علي باشا.. وليطل السودان الحديث بخريطته السياسية التي لم تدم طويلا بعد انفصال جنوب السودان عن شماله. وجرت خلال ذلك القرن التاسع عشر أهم احداث تاريخ السودان بين حقبتين استعماريتين منفصلتين وتخللتهما فترة استقلال وعهد جديد من الانعتاق والحرية لم يدم طويلا.. واريقت خلال ذلك القرن دماء كثيرة سودانية وأجنبية واستشهد عدد كبير جدا من السودانيين الذين قدموا أرواحا زكية فداء للدين والوطن.. ولكن هناك ضحايا كثيرون من الرجال والنساء والأطفال أيضا تم قتلهم غدرا وحقدا مثل قتل أهلنا في المتمة على يد محمود ود احمد.. وغير ذلك من حروب محزنة تروي تاريخا حزينا لأهل السودان.. وكلما نسي السودانيون أحزانهم تتجدد من جديد في أحداث متعددة حيث كان القرن العشرين مسرحا لأحداث مهمة جدا في تاريخنا المعاصر.
اليوم تحتفل البلاد بالسلام وعودة قادة الجبهة الثورية والحركات المسلحة إلى الخرطوم تحت اهازيج الفرح والزغاريد والأناشيد والاغنيات وآمال وأماني السلام المتجدد.
هذه العودة وهذا اليوم يؤرخ لفصل جديد في تاريخ السودان المعاصر.. فالذين عادوا كانوا قبل أيام مصنفين في خانة العداء للوطن.. والان يعودون أبطالا للسلام بعد ثورة ديسمبر.. وقد انقلبت الموازين.. خافضة رافعة.. وثمة تغيير مثير في السودان لا ينكره احد..وسيكون هناك سودان جديد بدأت أولى فصوله اليوم.. هل سننعم بالسلام والأمن والأمان والوحدة والوئام.. وننطلق ابناء السودان ونحن أكثر أملا وتفاؤلا.. أم نعود من جديد لمربع الاحتراب والاقتتال..؟
نسأل الله تعالى أن يحفظ السودان وأهله وان يجنبنا الفتن والشرور وان نبدأ فعلا صفحة جديدة من حياتنا.. وكفانا حروبا واقتتالا وتشريدا.. اللهم آمين