تسريبات لتسجيلات صوتيه و مقاطع فيديو تطايرت في الفضاء السوداني ، تحكي عن فساد ذاع و عمى القرى و الحضر، بعد أن أقاموا عليه الحصون و المتاريس ليخفوه من عيون و آذان الشعب السوداني صانع الثورة المجيدة . ولكن الله متم نوره ولو كره المفسدون .
لم نكد نفرغ من ملفات فساد العهد البائد، ولم تطوي اللجنة التمكينية صحاف دعاوي المفسدين القدماء، إلا و تقافزت أمامنا تهم بفساد جديد يجب التحري حولها بسرعة و شفافية و عدالة حتى لا يرتبك المشهد السياسي أكثر مما هو مرتبك اصلا، وحتى لا تضيع الحقائق و سط ضباب الأكاذيب و الإدعاءات البطولية الجوفاء .
تظل القاعدة الأصولية *{ المتهم برئ إلا أن تثبت إدانته }* قائمة و بقوة في مواجهة *( كافة )* تهم الفساد حتى يتم التحقيق و التحري فيها و من ثمة تقديم من تقم البينات الدامغة في مواجهته إلى المحكمة، لأن إطلاق التهم على عواهنها ضد جهات عدلية و شخصيات اعتبارية في الدولة كفيل بنسف مصداقية ثورة عظيمة ضحى فيها شباب بأرواحهم الزكية، و سجن و تعذب من أجلها آلاف السودانيين، كما أن شفافية التحقيقات و اعلان نتائجها أمر في غاية الأهمية حتى يستبين المواطن حقيقة ما جرى، لأن الكيد السياسي و الاستخباراتي لا يغفل شره ولا مكره، كما أن ضعف النفس البشرية تجاه المال – شطر زينة الحياة الدنيا – و عبث الشيطان اللعين بقلوب الشغوفين بالذهب و الفضة لا ينكره من به فطنة و بصيرة .
و مرد دهشتي و تقززي خروج تسجيل لمكالمات هاتفية بين ( أصدقاء ) أفضى بعضهم لبعض في مأمن و أريحية تامة ، فمن يسجل لمن ؟، و من ينشر ضد من؟، و من يتأمر على من؟،
أم هناك من يسجل لهم جميعاً و ينشر عندما يحين الوقت الذي يريده، أم أن الأمر كله لا يعدو كونه *( فبركة )* مصنوعة بمهارة و حرفية متقنة لتشويه الثورة المجيدة . أمواج متلاطمة من تساؤلات، و جبال عاتية من علامات استفهام، و حجب عالية من ضباب كثيف تغطي سماء الحقيقة و تحجب رؤيتها عن أعين الثوار أصحاب الحق في المعرفة، و أصحاب المصلحة الحقيقة في حماية الثورة من الفساد و عبث العابثين .
مع تحياتى ،،،
محمد الطيب عابدين
المحامي