إذا كان البعض قد تفنن في إطلاق الألقاب على مجلس المريخ لأنه أخفق في أداء مهامه بالطريقة المثلى التي تتناسب وتتواءم مع طموحات أنصاره، وعبر السواد الأعظم وجاهروا بعدم رضاءهم عنه – ومنهم كاتب السطور – فإن كل مكونات معارضة نادي المريخ تستحق لقب الأغبى على مستوى العالم.. إهدأوا قليلاً وركزوا معي لتعرفوا (لماذا) هي الأغبى، وقد حاولت من قبل تلميحاً، ولكنني أعود اليوم بتركيز وتحديد أكثر فيما يشبه جرد الحساب.* أولاً: إتفقنا على أن هذا المجلس أقل من طموحات المريخاب، وأن الإختلاف في وجهات النظر لا يطال هذا الأمر وإنما يتمحور في كيفية التعامل مع الموضوع، وعقلانية وواقعية الحلول، والأهم من ذلك أن يكون صاحب الطرح بلا دوافع جانبية تؤثر على موقفه حيال هذه القضية، وأن يستند على معايير سليمة، وأعني ألا يكون من بين الذين يعملون على تقويض مجالس الإدارات ليكونوا ضمن التشكيلة البديلة، أو من الذين لهم دوافع جهوية وعنصرية، وهم كثر، وعندما نغض الطرف عنهم ونحجم عن طرق الموضوع وتناوله فإنما نريد منهم أن يحاسبوا أنفسهم ويشعروا بقليل من الخجل.. ولكننا نعرفهم بالإسم ونعرف أين سقطوا في هذا الجرم وأمام أي من الشهود العدول.. لذلك نريد أن تناول مشكلة المريخ بعيداً عن هؤلاء، وكذلك بعيداً عن أولئك الذين يتمنون أن يأتي رئيس ينفق عليهم قبل النادي.. وهم أيضاً موجودون ومعروفون.* غباء وفشل المعارضة في أنها قررت إسقاط مجلس المريخ المنتخب، وبذلت ما في وسعها لتحقيق ذلك الهدف، ولم تستبق من الوسائل المشروعة وغير المشروعة، ولكنها تسببت بشكل مباشر في أن يكمل المجلس دورته ويزيد عليها بستة أشهر سيكملها حتى يومها الأخير، وكل خطوة في سبيل ذلك كانت دافعاً بطريقة أو بأخرى لطول عمر المجلس، منذ الطعون التسعة الأولى وحتى الغبار الكثيف الذي أثير حول الجمعيتين العموميتين لإجازة النظام الأساسي، وبعض من ناهض الإجازة وصرخوا في وجه القائمين به لم يقرأ المسودات ولم يحدد مواطن الإيجابيات والسلبيات إنما كان موقفه للرفض والمكاجرة… وهنا جاءت الورقة التي حولت نظرتنا لهذه المعارضة، فقد تضمن النظام الأساسي نصاً بأن يقيم المجلس جمعية إنتخابية في فترة إقلاها أربعة أشهر، وأقصاها ستة، وكان ذلك قبل نهاية أمد المجلس بأكثر من عام ونصف، والمنطق يقول أنها كانت فرصة للتخلص من المجلس، ومن ثم التخلص من النظام الأساسي والإستعاضة عنهما بما تريده القاعدة الجماهيرية بحسب تعبير الناس، ولكنهم رفضوا إجازة النظام الأساسي من خارج الجمعية العمومية، في الوقت الذي كان الفريق الآخر أكثر واقعية وتنظبماً وتلاقحاً وإنسجاماً في الأفكار.. وإن كان ذلك لايبدو صحيحاً في نظر المعارضين، فهم عادة لا يرون شيئاً صحيحاً غير مواقفهم وإن كانت لا تفضي إلى شيء..!* الآن.. أجيز النظام الأساسي بذلك الشكل… إتفقنا أو إختلفنا عليه، وأصبح من حق مجلس المريخ أن يستمر ستة أشهر قادمات بحسب نصوص النظام المجاز.. وكل ذلك بفضل أن من أرادوا إسقاطه كانوا يمنحونه في كل مرة قبلة الحياة وينعشون قلبه فيعود ويستمر، وفي كل مرة كان فيها المجلس قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار كانت المعارضة سبباً في عودة تماسكه وإستمراره.* أي فكرة وهدف لم يسبقه تخطيط مبني على معلومات واقعية ودقيقة ستكون قابلة للإنهيار والإنهزام في أي وقت وهذا ما حدث في قضية المريخ، حيث أن المعارضة وبرغم تعدادها المهول والضجيج الكبير الذي حول نادي المريخ إلى ساحة من ساحات أسواق الجمعة، كل شخص فيه يضع بضاعته أمامه وينادي عليها بأعلى ما أوتي من (حلقوم)، وفي النهاية لا صاحب البضاعة يسمع، ولا جاره كذلك يسمع، ولا حتى الزبون ومن يريد أن يشتري.. والمنظر العام إزعاج في إزعاج..!* غير المريخاب لا يعرفون بالضبط ما الذي يختلف حوله المريخاب، ولا أظن أن الرياضيين في الوطن العربي وأفريقيا سيهتمون بالعداءات التي تتمكن من المريخاب في بعضهم، بقدر ما سيتابعوا المريخ الإسم ليعرفوا نتائجه، وبعد ذلك يحكموا عليه وعلى شعبه بحسب النتائج.* الوضع العام داخل نادي المريخ مزري للغاية، وكثيراً ما حاولت لفت إنتباه الناس إلى أن الموضوع أكبر مجرد مجلس دون الطموحات، أو أن مدثر خيري العدواني إستحوذ على كل شيء، ولكن تأتي الحقيقة الصادمة في أن المريخاب لا يعترفون ببرلمانهم ولا عضوية ناديهم، ويريدون تغيير مجالس الإدارات بالعنف والصراخ فقط.حواشي* لولا نشاط المعارضة المريخية لكان مجلس سوداكال قد أصبح نسياً منسياً، قلت ذلك لثلاثة من أعضاء المجلس فأكدوا لي ذلك، وأضافوا نحن نلعب على أخطاء المعارضة.* المصيبة غير المرئية الآن أن بيئة المريخ أصبحت عالية التلوث، وغير محفزة للإبداع للتقاطعات الكثيرة وحرب المصالح، وأخشى أن نأتي بأثرى أثرياء القارة في مجلس إدارة لا يستطيع تقديم شيء..!* المخرج من وجهة نظري أن تعيدوا هيبة الجمعيات العمومية وفتح باب العضوية بإجراءات معقولة بهدف تصحيح اخطاء الأعوام السابقة في هذا الملف..* معلومة مهمة أهديها لكل مريخي غيور وهي أن آخر جمعية عمومية إنعقدت بنادي المريخ بكامل إستحقاقاتها (إجراءات وخطاب دورة وخطاب ميزانية ونقاش جاد وهادف ومن ثم التصويت والإجازة… ومعظم الجمعيات كانت عبثية… تتساوى وقد تتفاوت في نسبة العبث هذه..!* إذا غادر نجوم المريخ مطلقي السراح إلى أي نادً آخر يكون الخاسر المريخ وليس مجلس الإدارة..* تصحيح بيئة النادي يجب أن يكون هدفاً لكل المريخاب، فهذا المجلس والقادم والذي يليهما إلى زوال، إنما يبقى النادي كبيراً بتقاليده ومفاهيمه الرياضية والإنسانية.* بعد غياب طويل إمتد لسنوات خرج الحبيب عمر حجوج من (كوخه) وأطلق تصريحاً عنوانه: (مجلس المريخ فاشل)…. أيا حجوج: نعلم أنه فاشل… ماهي الحلول التي تقدمها كي لا نتحول كمجتمع مريخي إلى مجتمع فاشل أيضاً؟… هل ثمة مقترحات إيجابية؟* أفضل ما برع فيه أهل المريخ في السنوات الأخيرة إثارة المشاكل والأزمات والصراعات وتصفية الحسابات والضرب تحت الحزام….. ولو كانت هنالك منافسات لهذه الأشياء لإحتكرنا اللقب..!