حميدتي: البشير أبلغني عزمه التطبيع مع إسرائيل
ـــــــــــــــــــــ
لن أكون شريكاً في حكومة لن تحل مشكلة الشعب
ــــــــــــــــــــــــ
الجبهة الثورية هي الضلع الثالث للفترة الانتقالية
ــــــــــــــــــ
مشكلة السودان في البشر لا في الموارد
ـــــــــــــــــ
تدبير تعويضات الأمريكيين تسبب في ارتفاع سعر الدولار
ـــــــــــــــــــــــــ
الإمارات ملتزمة بتوفير الإسناد المالي واللوجستي لـ (السلام)
ـــــــــــــــــ
الناس كلها ليست على قلب رجل واحد.. لكن أتمنى ذلك
ــــــــــــــــ
لقاء حمدوك والحلو يصب في مساعي السلام ونوافق عليه بشدّة
ـــــــــــــ
المجتمع الدولي دعم السودان بالكلام لا بالأفعال!
حوار – (سودانية 24) : ترياق نيوز
قال نائب رئيس مجلس السيادة، رئيس وفد الحكومة للمفاوضات، الفريق أول محمد حمدان دقل، الجمعة، إنّ السودان بحاجة إلى علاقات مع إسرائيل وليس التطبيع، ونوه إلى أنهم يسيرون في هذا الاتجاه، مطالباً بعدم التعامل مع هذا الموضوع بالعاطفة.
وكشف حميدتي في حوار أجرته فضائية (سودانية 24) الجمعة، عن عزم الرئيس المعزول عمر البشير التطبيع مع إسرائيل. وأضاف “البشير قال لي شخصياً سنطبع مع إسرائيل. ودعا إلى إجراء استفتاء للمواطنين حول رأيهم في العلاقات مع إسرائيل، وتقديم مصلحة السودان والسير نحو تحقيقها دون الجنوح للعواطف، وقال: “على الساعين إلى التشويش، عدم اللعب بعواطف الناس في مسألة العلاقات مع إسرائيل، وشحن الناس بالحديث في المنابر عن الموت بأنه إذا حدث كذا وكذا. هذا كله كذب، هم ما شافو أي موت”. لذلك عليهم عدم اللعب بعواطف الناس”، ودعا إلى إجراء استفتاء للمواطنين حول رأيهم في العلاقات مع إسرائيل، وتقديم مصلحة السودان والسير نحو تحقيقها دون عواطف لا تغني ولا تسمن.
وأكد دقلو على أهمية القضية الفلسطينية، وأن مناصرتها لا تعني أن نضع السودان تحت الحصار. مشدداً على أن مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، ونوه إلى أن الخروج من قائمة الإرهاب يرتبط يإقامة علاقة إسرائيل. وأضاف “نحن لا نتحدث عن تطبيع، بل علاقات، وكل الدول شغالة مع إسرائيل ونحن نحتاج إليها، وماشين في هذا الخط، بعدها نشوف رأي الشعب شنو”.
وأكد نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، على أنّ توقيع اتفاق السلام مع الجبهة الثورية ومسار المنطقتين، من شأنه وضع السودان في الطريق الصحيح، ويساعد في وقف الحرب، ونوه إلى أن الشعب انتظر السلام كثيراً، وأشار إلى أن استمرار التفاوض لعام كامل ليست بوقت طويل للوصول إلى سلام، مقارنة مع الحرب الدائرة في البلاد منذ 60 عاماً.
وأبان حميدتي، بأن المفاوضات شابها الكثير من نقاط الخلاف. وتابع “أي نقاش وحوار فيه خلاف، لكن نحن دخلنا التفاوض كإخوان، ورغم العثرات، لكن في الآخر وصلنا إلى اتفاق”. وقال إن خوف المواطنين من وجود تفاصيل في اتفاق السلام، أمر مبرر، خاصة ما يلي الترتيبات الأمنية، لكنه طمأن الجميع بأن التوقيع النهائي على هذا الملف من شأنه أن يبدد الخوف حول “شيطان التفاصيل”.
وكشف حميدتي عن طلب وفد الحكومة، من وساطة دولة جنوب السودان، تشكيل آلية مشتركة من أطراف التفاوض والوساطة والمجتمع الدولة لتكون مرجعية حال حدوث خلافات في تنفيذ اتفاق السلام، على أن تتولى الآلية مهمة متابعة التنفيذ وحل الخلافات.
وحول مدى تأثير توقيع اتفاق السلام إيجابيا ًعلى الوضع الاقتصادي بالبلاد، قال نائب رئيس مجلس السيادة، إن دول العالم كافة تمر بضائقة اقتصادية بسبب جائحة كورونا، لكنه نوه إلى أن الوضع في السودان مختلف لأنه يمر بظروف استثنائية.
وأكد حميدتي، أن توقيع اتفاق السلام سيسهم في إخراج السودان من الأزمة الاقتصادية والأمنية حال “إكمال السلام مع بقية الحركات (الحلو وعبدالواحد). قاطعا بأنه لا يمكن أن تتحقق تنمية في البلاد دون الوصول إلى سلام دائم يؤدي إلى استقرار وبالتالي إلى التنمية لتحقيق كل تطلعات الشعب.
وعبر رئيس وفد الحكومة للمفاوضات محمد حمدان دقلو، عن أمله في وصول حركتي الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وجيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، للإنضمام إلى التفاوض مع الحكومة الانتقالية وتوقيع اتفاق سلام، ونوه إلى أن التوقيع مع الجبهة الثورية ومسار المنطقتين “جنوب كردفان والنيل الأزرق” يعد أساساً للسلام.
وقطع حميدتي، بعدم حدوث أي تقارب خلال المفاوضات مع الحركة الشعبية بقيادة الحلو. وتابع: “همنا الوحيد الآن هو الوصول إلى سلام، ويجب أن يتحلى الجميع بالمسؤولية لتحقيق هذا الهم”، معلناً عن تأيدهم للقاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والحلو في أديس أبابا، ونوه إلى أن اللقاء يؤدي إلى التقارب وتأكيد مساعي السلام. وأضاف “نحن موافقين عليه، ما عندنا مشكلة”.
وفيما يلي دور قوات الدعم السريع التي يقودها في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق السلام، قال حميدتي، إن دور القوات المسلحة هو حماية الحدود وتأمين المواطنين بالإضافة إلى القيام بالأعمال الإنسانية والإسناد المدني في حالات الطواريء، ونوه إلى أن قوات الدعم السريع جزء من الشعب “تشعر بألمه لأننا جزء منه. لذلك، تقوم بواجبها بلا منّ أو أذى”.
وكشف حميدتي، في حوار أجرته فضائية (سودانية 24) من جوبا، الجمعة، عن التزام دولة الإمارات بدعم تنفيذ بناء السلام، ويشمل إعادة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم ودعم بناء السودان، بيد أنه لم يحدد ربطاً مالياً متفق عليه بين السودان والإمارات لتنفيذ اتفاق السلام، وقال إن الإمارات أعلنت عن التزامها بعد اشتراط الحركات وجود جهة داعمه لتنفيذ الاتفاق. وتابع “اتفقنا مع الإمارات لاعادة النازحين واللاجئين ودعم بناء السلام”، وأشار إلى عقد اجتماعات مع دول أخرى بينها الولايات المتحدة الأمريكية حول دعم تنفيذ اتفاق السلام وأضاف “أعلنوا دعمهم للسلام، وقالوا لنا حددوا مطالبكم”. وتابع “الأمور بتشمي، متفائلين خير، يكون في حل”.
وأثنى نائب رئيس مجلس السيادة، على دولة قطر، لمبادرتها في دعم السلام فيما يلي اتفاقية الدوحة للسلام، كاشفاً عن افتتاح 50 قرية في دارفور خلال الفترة المقبلة بدعم قطري وأضاف: “نحن جاهزون للتعاون مع أي شخص يريد دعم السودان”.
ولم يبد حميدتي تخوفاً من عدم تنفيذ اتفاق السلام بعد انتهاء الفترة الانتقالية وانتخاب حكومة جديدة، وأشار إلى أن اتفاق سلام جوبا عالج جذور المشكلة السودانية، وأضاف “أي حكومة تأتي بالانتخابات، يعني أن الشعب اختارها، والشعب هو صاحب الحق”. وأضاف “إذا وضعنا يدنا في بعض وقلنا – الحصة وطن – سنحقق كل مطلوبات السلام قبل الانتخابات”.
ورفض محمد حمدان دقلو، الرد على سؤال حول اختلاف وجهات النظر مع قوى الحرية والتغيير – الحاضنة السياسية للحكومة- ورد بقوله: “لا أستطيع الرد على هذا السؤال الآن، لأن اليوم يومُ للفرح، وهمنا مصلحة السودان وليس الأحزاب، ويجب أن نعمل جميعها لأجل السودان”. وأضاف: “لا أستطيع القول أن كل الناس على قلب رجل واحد، لكن أتمنى ذلك”.
وأعتبر حميدتي، أن المعرفة المسبقة بين شعبي السودان وجنوب السودان، كانت من العناصر المهمة التي أدت إلى نجاح وساطة دولة الجنوب بين الفرقاء في السودان، بجانب أن كثير من الحركات المتفاوضة مع الحكومة كانت جزءاً من الحركة الشعبية الأم، وقال إن الاتفاق يعتبر نموذجاً أفريقياً يجب الإحتذاء به “لأننا جلسنا مع بعضنا لنحل مشاكلنا بأنفسنا”.
وقال حمديتي، إن السودان يعبر عن خيبة أمله لعدم رفع إسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، على الرغم من تنفيذه كل الشروط المطلوبة من أمريكا، وأقر بشراء الحكومة الذهب لتوفير مبلغ 300 مليون، ما سبب ارتفاعاً كبيراً في قيمة الدولار مقابل الجنيه خلال الفترة الماضية. وأضاف “المجتمع الدولي دعم السودان بالكلام، لا بالأفعال. نحن نريد شطب بلدنا من قائمة الإرهاب”. وأشار إلى أنه يجهل أسباب تأخير رفع الخرطوم من قائمة الإرهاب، وتابع” لا أعرف سبب التأخير بعد أن أوفينا بكل المطلوبات التي فرضت علينا، بما فيه من اعتراف بتفجيرات السفارتين والمدمرة كول، ودبّرنا 300 مليون دولار المطلوبة، وتسبب ذلك في ارتفاع كبير جداً في سعر الدولار. استوفينا كل الشروط، لكن للأسف لم يحدث شىء”.
وقال حميدتي، إن التماطل في رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب سيؤثر على مستقبل البلاد. وتابع “أهم قضية لدنيا الآن هي رفع السودان من قائمة الإرهاب حتى تنطلق البلاد من عزلتها”، وأشار إلى أن دول السعودية الامارات مصر، أسهمت في السعي لرفع السودان من قائمة الإرهاب.
وكشف نائب رئيس المجلس السيادي، عن اتفاق بين السودان ودولة الجنوب على عدم إثارة قضية خلاف البلدين حول منطقة أبيي الحدودية، وتأجيلها إلى ما بعد توقيع اتفاق السلام. وأضاف “لكن داخل الغرف تناقشنا حول القضية واتفقنا على حل القضية مع بعضنا”، كما أعلن عن الاتفاق على تكوين لجان مشتركة من الحكومتين وأهل المصلحة لمعرفة رأي سكان المنطقة وتابع “القضية حلها بالمستندات، وأي زول عنده حق يأخذ حقه”.
وقال حميدتي رداً على سؤال حول معاش الناس “هذا السؤال يفترض أن تسأله للحكومة التنفيذية”. وأضاف “لكن بصفتي رئيس اللجنة الاقتصادية أقول أن الأزمة شاملة والظروف الآن معروفة، وأملنا بعد التوقيع، أن نصل لحكومة قوية، ولو تمّ إعطاء الخبز لخبازه، وصفت النوايا، سنجتاز الأزمة وننطلق”. ونوه إلى أنه لا يشعر بالخوف بوصول الدولار الواحد إلى ما يساوي 250 جنيهاً. وأضاف: “مشكلة الدولار عندنا، إنو أي زول بقول ليك الدولار الدولار، حتى بتاع الورنيش المسكين يقول ليك الدولار”، مُقراً بوجود مشاكل اللجنة الاقتصادية لكنه لم يفصح عنها.
وأوضح نائب رئيس مجلس السيادة، أن العام الماضي من عمر الفترة الانتقالية شهد مشاكسات عدّة و”حديثاً كثيراً”، لكنه أكد بأن المهم طرح سؤال: “ماذا نفعل مستقبلاً؟”، وطالب بوصف الحكومة كحكومة سودانية خالصة، لا تقسيمها إلى “مدنيين وعسكريين”، ودعا إلى فتح صفحة جديدة بعد توقيع اتفاق السلام.
وقطع حميدتي، بأن مشكلة السودان في البشر لا في الموارد. وتابع “مافي دولة من غير جيش، وإذا أحسنا النوايا وبدينا صاح، سنجتاز الأزمة ونخرج من هذه الحلقة، لأن لدينا ثروات كثيرة، في ظاهر الأرض وباطنها، خاصة الذهب”.
ورفض حميدتي الرد على سؤال حول المشكلة التي تواجه الحكومة في عدم الإستفادة من الذهب. وقال “لا أستطيع الرد على السؤول حول الذهب، لكن سأرد مستقبلاً على سؤال الذهب، لأنني لا أريد الحديث في يوم الفرح بما لايسر”.
وأكد حميدتي، على أن الجبهة الثورية سيكون لها دوراً فاعلاً في الحكومة خلال الفترة الانتقالية، وأشار إلى أن الثورية تمثل الضلع الثالث للحكومة، ونوّه إلى أنهم يتطلعون إلى شراكة متينة، داعياً الشعب إلى الوقوف مع الحق لمعرفة مصلحته، وقطع حميدتي بأنه لن يكون شريكاً في حكومة لا تلبي آمال السودانيين. وأضاف: “لا أريد أن أقول حديثاً يُحسب عليّ غداً، لكن لن أكون شريكاً في حكومة لن تحل مشكلة الشعب. غير كده، كفاية جداً”. وقال إنه سيكتفي بقيادة قوات الدعم السريع فقط. وتابع: “ما شغالين بكلام الناس ضدنا، وكل ما يهنا مصلحة البلد، والباقي كلو هين”.
واتهم دقلو، إعلاميين بظلم قوات الدعم السريع، مطالباً بإجراء استطلاعات في الولايات عن القوات لمعرفة الرأي حولها، معلناً إعادة الدعم السريع لنحو “60-70” قرية نزحت إلى مناطقها الأصلية حول محلية شطايا بجنوب دارفور.
وشكر حميدتي، دولة جنوب السودان ورئيسها سلفاكير ميارديت على جهودهم في الوساطة، وطلب من المؤتمر الدولي أن يقف مع السودان، والتأثير على عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور، للانخراط في السلام “حتى نقفل هذا الباب وبعدها لن نقبل بأي كفاح مسلح”. وختم حديثه بأن أثني على الشعب لصبره، وقال “إن شاءالله موعودين مع الحكومة الجاية بالخير، والسلام قادم بإذن الله”.