قبل عدة ايام تم نشر خبر صحفي نقلا عن مصادر شرطية تتبع لشرطة المرور بولاية شمال كردفان، أشتكت فيه من سؤء بيئة العمل، بالذات فيما يتعلق بتعطل دوريات المرور، وفشل الإدارة في صيانتها، وقالت المصادر إن غياب الدوريات تسبب في حرج للشرطة لأنها أصبحت غير قادرة علي التحرك بالسرعة المطلوبة في حال حدوث حوادث مرورية، ولقد صدقت هذه المصادر في افاداتها عندما شاهدنا الواقع بمستشفي ام روابة بان عدة جثامين تحمل بمركبات مواطنين بخلاف سيارات المرور السريع ، كما افادت المصادر بان اخر حافظة توريد للمالية الاتحادية من شرطة المرور السريع شمال كردفان بلغت عشرة مليون جنيه حسب تأكيدات الجهات الرسمية ، ولكن عندما تم نشر هذه الحقائق من أجل المعالجة وإصلاح السلوك لتقوية المؤسسة الشرطية لينتفع بها الناس( قامت الدنيا ولم تقعد ) وتم تكوين لجنة تحقيق برتبة رفيعة المستوي لإجراء تحقيق إداري لمعرفة من سرب المعلومات، علما بانها متوفرة لأي شخص، مثلا تحصيل المخالفات الفورية من بصات( الارتاون ) والعربات الأخري التي تحمل الركاب، معلوم بأن هناك مبالغ ضخمة ومتعارف عليها يتم تحصيلها بإيصال من المرور السريع بمحلية الرهد ابودكنة وجبرة الشيخ والمحليات الاخري ، علما بأن هناك قرار صحي وقتذاك من مجلس الوزراء يمنع السفر بين المحليات( الحجر الصحي بسبب كورونا ) الا باجراءات محددة ،وفي حال عدمها ، هناك عقوبات رادعة تتم عبر السلطة القضائية( محاكمات فورية) ليس بدفع قيمة مخالفة لدي شرطة المرور السريع..علي اي حال الآن التاريخ يعيد نفسه يوم الاحد الموافق الثلاثون من اغسطس للعام(٢٠٢٠) وحسب المكتب الصحفي بمحلية ام روابة، إذ نقل لنا خبرا عبر الموقع الرسمي لتبلدي الاخبارية إذ قال : (وقع حادث حركة مروع صباح اليوم جوار قرية الحريزية شمال ام روابة وذلك اثر انقلاب بص سياحي قادم من مدينة الابيض في طريقه الي الخرطوم وتوفيت (عرفة صالح) من مدينة الابيض واصابة( ١٩ ) شخصا اغلبهم اصابات طفيفة وتم اسعاف الركاب بمستشفي ام روابة وشارك عدد من قيادات الاجهزة التنفيذية بقيادة الاستاذة ابتسام ابراهيم محمد السقدي المدير التنفيذي لمحلية ام روابة واعضاء لجنة امن المحلية ومحمد ادم عبدالله مدير وحدة ادارية عشانا والاجهزة الشرطية والامنية وتنسقية قوي اعلان الحرية والتغيير بالمحلية ولجان المقاومة في اسعاف المصابين) .انتهي الخبر .الملاحظ في تفاصيل الخبر، وعندما تم ذكر الحضور لم يشير الخبر إلى وجود شرطة المرور السريع بمحلية ام روابة، سوي كان من ارتكاز عبور ام روابة أو عشانا كاقرب نقطة لموقع الحادث، وفي هذا السياق وعندما تحرينا الدقة لمعرفة الاسباب علمت من المواطن محمد إبراهيم بأن غياب شرطة المرور كان مزعج لهم، ولقد ذهب للمكتب مستغلا سيارته الخاصة في ترحيل أحد أفراد شرطة المرور لمستشفي امروابة ليقوم بدوره المناط به…الواضح في الأمر هناك معادلة صفرية اذ نجد التحصيل، وفي زمن الكرورنا والحجر الصحي يبلغ عشرات المليارات ،بينما أفراد الشرطة يعانون ويشتكون من سؤء بيئة العمل …علي حال هذا الوضع مائل تماما ويستحيل أن يستمر بهذه الكيفية، ولابد من تحديد المسئوليات حتي نتوصل لمن المسئؤل عن اي إخفاق الآن وكيفية مداركته مستقبلا ، وفي مثل حالة ام روابة أعتقد جميع مسئول حسب منصبه، ولكن الآن نحن لا نريد أن نجرم أحد بقدر ما نريد أن نساهم في وضع إطار عام للاصلاح مستفيدين من بعض البنية التحتية الموجودة مثل جهاز التتبع الآلي ، والقوي البشرية الموجودة، فقط نحتاج لتقوية رسائلنا الإرشادية، وتطبيق القانون علي المخالفيين، وقبل كل ذلك لابد من تحسين المرتبات والعلاوات لكل الجنود وضباط صف بقيمة مضاعفة، حتي نزيل الغبن الاجتماعي مابين كل الرتب ، وهذا ينعكس بشكل ايجابي بالضرورة علي ضبط السلوك الفردي، وتحسين الموقف التحصيلي فيما يتعلق بالمخالفات الفورية التي لا تستحق او تحتاج الحجز القانوني، ولأنه من المتوقع ان يضاعف التحصيل بولاية شمال كردفان بعد رفع الحظر الصحي، لانه من الواضح هناك مخالفات كثيرة حسب الإيرادات التي تم توريدها لوزارة المالية الاتحادية، عليه المطلوب الآن ينقسم إلي مرحلتين لتحسين وضع شرطة المرور السريع بالولاية، المرحلة الأولى صيانات مستعجلة للدوريات التي بها اعطال خفيفة، أما الحل الإستراتيجي إستيراد عربات ذات دفع رباعي ، وعربات اسعاف مزودة باجهزة طيبة حديثة واسطوانات أكسجين، ورادارات بعيدة المدي، مع اجراء تدريب متقدم لأفراد الشرطة علي الإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع مصابي الحوادث المرورية..علي أي حال إني أري ان المسئولية تضامنية، ولابد من ظهور دور واضح لوزارة الطرق والجسور فيما يتعلق بصيانة طرق المرور السريع لانها بتتحصل مبالغ ضخمة من المواطنين ،مع ذلك نجد دورها ضعيف للغاية… عموما يجب علي الجميع ان يكونوا جزءا من الحل، وليس مفتعلين للمشكلة..