في عالم المستديرة مصطلحات رياضية يستخدمها المذيعون والإعلاميون الرياضيون لوصف حدث رياضي معين ، من ضمن هذه المصطلحات نستعير هذا مصطلح ” صراع الكبار ” ويستخدم عندما يحتدم الصراع في إحدى الدوريات الرياضية، ويبلغ ذروته عندما تحدد مباراة كرة قدم بين اثنين من الفرق الرياضية صاحبة الوزن الثقيل والتاريخ الناصع .
خطر هذا المصطلح على البال عقب حرب الخطابات بين السيد رئيس مجلس السيادة الفريق ركن عبد الفتاح البرهان والسيد رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك .
دعونا نعود إلى الوراء قليلاً قبل أسبوع تقريباً حينما غرد السيد رئيس الوزراء في السابع عشر من الشهر الجاري على حسابه على الفيس بوك بمناسبة مرور عام على توقيع الوثيقة الدستورية حيث قال: “مر على توقيع الوثيقة الدستورية بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري والذي تشكلت على إثره هياكل الحكومة الانتقالية التي لا تزال تنتظر تكوين المجلس التشريعي لتكتمل أضلعها “.
اختيار دكتور عبد الله حمدوك رئيساً للوزراء من قبل قوى الحرية والتغيير ،والموافقة عليه من جانب المجلس السيادي بهدف العمل مع القوات المسلحة السودانية بروح الفريق الواحد من أجل العبور بالمرحلة الانتقالية إلى بر الأمان وتفادي التصدعات التي تضر بالوطن السودان .
الاتهامات المتبادلة بين رئاسة مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة السودانية ، رئيس مجلس السيادة الفريق ركن عبد الفتاح لا تبشر بخير ، وتعكس الصراع الخفي بين المكون العسكري والمكون المدني داخل حكومة الفترة الإنتقالية .
بناءً على ما سبق أطرح هذه الاستفهامات :
ما الفوائد والمكاسب التي تعود على المواطن السوداني ، نتيجة سماعه كمية من الخطابات تتسم في مجملها بالتكذيب والتخوين لبعض مكونات الحكومة الانتقالية ،في حين ينتظر المواطن حلحلة المشاكل الاقتصادية وإيقاف انهيار الجنيه السوداني؟ .
من المستفيد من زيادة الشقة بين المكون المدني والعسكري ؟
هل هناك مكاسب ستعود على المواطن إذا انهار الإتفاق السياسي بين المكون المدني والعسكري ؟
أم سيؤدي ذلك إلى زعزعة الأمن والاستقرار ؟
السيد رئيس مجلس السيادة والسيد رئيس مجلس الوزراء أنتما رأس هذه الدولة وحماة هذا الوطن والقائمون على حماية حقوق الشعب السوداني، والدور عليكم كبير من أجل تحقيق أهداف الثورة السودانية ، وعند احتدام الخلاف بين المكون المدني والعسكري ينتج عن ذلك انهيار النظام الحاكم، وهذا ما لا يتمناه أي مواطن .
المواطن ينتظر تحقيق السلام ، والعدالة الاجتماعية ، حياة كريمة ينعم بها ، ولقمة عيش ، وتعليما مجانيا ، وخدمات اجتماعية تناسب الأهداف التي قامت من أجلها ثورة ديسمبر .
ولن يستفيد من هذا الصراع، وما فيه يكفيه من المشاكل ” الفينا مكفينا” .
الصراع بين قطبين كبيرين داخل الدولة السودانية في هذا الوقت الحرج يدعونا إلى اتهام جهات داخل قوى إعلان الحرية والتغيير أو خارجها صاحبة مصلحة في تأجيج هذا الصراع، وقد يمتد الاتهام إلى جهات خارج الوطن لا ترغب في أن يعم الأمن والاستقرار ربوع الوطن السودان .
خارج النص :
يصل البلاد يوم غدٍ الثلاثاء وزير الخارجية الأمريكي ورئيس الوزراء الإثيوبي ، نرجو أن تساهم هذه الزيارة إصلاح ذات البين وردم الهوة بين المكون المدني والعسكري .