“قبل نحو شهر من الآن.. كلفتني سيدة الأعمال الصينية مس خا أو فاطمة ان اتولي توزيع تبرعها لعدد من المستشفيات والمراكز الصحية (بكمامات) للوقاية من الكورونا.
وبالفعل تسلمت عدد 100كرتونة في كل كرتونة 40 صندوقا في الصندوق الواحد 50 كمامة من نوع جيد.. وكان شرطها أن أوزعها على المستشفيات والمراكز المحتاجة ويُفضل خارج ولاية الخرطوم.. كما اشترطت علي أن لا انشر خبرا ولا صورة عن هذا التبرع وان لا أشير إليه في أي من وسائل الإعلام.. وكان قد سبق للسيدة فاطمة ان تبرعت في فيضان العام قبل السابق بابواب لقرية في ولاية النيل الأزرق تضررت ضررا بالغا من السيول.. وطلبت مني وقتها حين علمت انا بالأمر أن لا انشره وان تبرعها هو أمر خاص وعمل خير لا تود الإفصاح عنه.. وقد قدرت لهذه السيدة الكريمة الفاضلة هذا الشعور النبيل وهذا الحرص على أن يكون تبرعها خالصا من أي إشارة أو من أي من ولا أذى.
وقد قمنا بمساعدة من اخوة اعزاء بإعداد قائمة بالمستشفيات والمراكز الصحية التي سيشملها التبرع.. وقد اوكلنا مهمة التسليم لأبناء المناطق التي بها المستشفيات المراكز الصحية ضمن قائمة التبرع..وبحمد الله تمت العملية بسهولة وسلاسة وثقة وأمانة.. حيث قام كل شخص مكلف بتسليم التبرع إلى الجهة المحددة وشمل التوزيع مستشفيات ومراكز صحية في ولايات البحر الأحمر وكسلا والشمالية والنيل الأبيض وسنار والجزيرة ونهر النيل وشمال كردفان وشمال دارفور وغرب دافور والخرطوم..و وقد لقى تبرع مس خا استحسانا وتقديرا كبيرين.
وكنت قد استعنت بالاخ العزيز المهندس فخر الدين عثمان الرئيس الفخري للجالية السودانية في قوانزو الصينية في تدشين بداية عملية التوزيع وتوثيقها حيث إن المهندس فخر الدين تربطه علاقات طيبة بالسيدة فاطمة وهو الذي عرفني بها قبل سنوات.. وكان له الفضل من بعد الله سبحانه وتعالى في أن ننظم للسيدة فاطمة حملة ترويج ممتازة في عدد من كبريات المجلات والصحف العربية و الخليجيةخاصة.
ورغم ما تحقق من انتشار اعلامي للسيدة فاطمة فإنها ماتزال تؤكد أنها تفضل العمل مع السودانيين والسودان وانها تفضل السودان في تعاملاتها و بيع منتجاتها.. خاصة أنها كما تكرر دائما تدين بالفضل لعدد من السودانيين في ازدهار أعمالها لما وجدته من تشجيع ودعم كان له أثر كبير في نجاحها المضطرد في عالم الأبواب والمنتجات الحديدية ومواد البناء.. وقد زارت السودان عدة مرات.. ولها صداقات وعلاقات واسعة في السودان.
ولقد نجح الأخ الصديق فخر الدين في إقناعها بأن نشير إلى تبرعها في عدد من الصحف السودانية بهدف تحفيز الآخرين ومن باب إيلاء الفضل لأهله.. والتعريف بحسن صنيعهم لعل وعسى أن يكون حافزا لآخرين ليحذو حذوها.. وقد نال موافقتها بعد جهد جهيد.
اعلم ان السيدة فاطمة قد لا ترضى عما كتبته عنها عبر هذه السطور ولكن كان لازما علي أن أشير إلى تبرعها وجهودها الطيبة.. وان نشكرها على حسن صنيعها.. وليعلم القراء الاعزاء أن للسودان أصدقاء واحبابا في كل مكان يقدمون لأهله ما يستطيعون عملا خالصا بلا منٍ ولا أذى ولا رياء ولا سمعة.. تحية وتقدير واحترام للسيدة فاطمة أو مس خا بنق بنق.. والاخ الصديق المهندس فخر الدين عثمان وهو أحد أولئك النفر الكريم من أبنائنا في المهجر الذين يبذلون الوقت والغالي والنفيس من اجل بلدهم السودان والتحية بمثلها للاعزاء في الجالية السودانية في قوانزو وعموم الصين فهم مازالوا على العهد أوفياء للوطن حادبين على مصلحته.. يبذلون ويقدمون في صمت الكثير المدهش.. ما أجمل الورد وعليه الندى اكليلا.. وهناك من هم مثل الورد عطرا وجمالا حين يبلله الندى. سلام فاطمة من بعيد.