إعلان الولاة المدنيين يوم أمس، والذي جاء بعد مخاض عسير، أثبتت فيه الحكومة الانتقالية قدرتها على إدارة الحوار من أجل الوصول إلى حد أدنى من التوافق.
ومن المعلوم أن جميع مستويات السلطة جاءت بالتعيين وليس الانتخاب، وبالتالي يستحيل الاتفاق على أسماء تُرضي الجميع بنسبة 100%.
التحية لقادة الوحدات العسكرية من القوات المسلحة الذين قبلوا التكليف لقيادة الولايات في ظروف أمنية واقتصادية وسياسية بالغة الصعوبة، وقد واجهوا في تلك الملحمة صنوفاً من الإرهاق وخطاباً سياسياً ينادي، باستمرار، بضرورة تسليم القيادة للمدنيين، ولكنهم صبروا حتى أكملوا مهمتهم في نقل السلطة بنجاح.
أكبر تحدٍّ يواجه الولاة المدنيين اليوم هو ارتفاع الطموحات والآمال إلى مراقٍ عظمى مما يتطلب منهم العمل المتواصل لتحسين حياة المواطنين الذين قادوا الثورة ودفعوا أثماناً باهظة من أجل حياة أفضل، لكي يعيشوا في وطنهم موفوري العزة والكرامة، ولإنجاز هذه المهمة مطلوب من الولاة الحرص على وحدة قوى الثورة، وعدم السماح بأي استقطاب داخل المكونات السياسية والاجتماعية في الولاية، وهذا يتطلب بالضرورة الوقوف على مسافة واحدة من الجميع.
تفكيك التمكين هو أحد أهم مطالب الثورة، وفي هذا الجانب ينتظر الولاة الجدد كثيراً من العمل، إلا أنه في ذات الوقت محفوف بالتقاطعات الاجتماعية والثقافية ويحتاج لكثير من الصبر والإرادة ووضوح الرؤية.
كما لا يفوتني في هذه المساحة أن أوجه تحية لمجلس الوزراء بقيادة دكتور عبد الله حمدوك الذي تحمّل عبء العمل التنفيذي طوال الأشهر السابقة ونتطلع لأن يكون تعيين الولاة دعماً كبيراً لأداء السلطة التنفيذية.
أشكر الجبهة الثورية على موافقتها على تعيين الولاة المدنيين، استجابة لمطالب الشارع، ونتطلع لرؤيتها في البلاد في أقرب وقت.